أساسيات التداول: بداية تداول العملات الرقمية

يعتبر التداول واحد من أساليب المشاركة في الأسواق المالية والتي من خلالها يبحث المتداولين عن التحركات السعرية قصيرة الأجل بهدف تحقيق الربح منها بدلًا من الإنتظار لتحقيق الربح من التحركات طويلة الأجل. كما أنه من السهل بشكل نسبي أن تبدأ التداول ولكن من الصعب جدًا ان تصل إلى مستوى جيد في التداول وان تصبح متداول يحقق الربح مما يقوم به من تداولات.

كي تصبح متداول ناجح يحقق الأرباح من تداولاته يتطلب الأمر منك خطة إستراتيجية لأهدف لقصيرة والطويل الأجل في نفس الوقت، بخصوص ماهية ما ستتداول عليه ومقدار حجم رأس المال المستخدم والإطر الزمنية للتداول. كما أن خطة التداول الجيدة يجب أن يتم بحثها جيدًا واختبارها في اوقات تاريخية بالإضافة إلى اختبارها في الوقت الحالي. أيضا ينبغي على المتداولين المحتملين ان يخططوا لتكريس قدر كبير من الوقت والجهد قبل أن يقوموا باجراء أي صفقة تداول في الأسوق المباشرة. اما المتداولين الجدد فينبغي أن يقوموا بفتح حساب تجريبي يتدربون فيه ويحاولون ان يكتسبوا الخبرات والمهارات حتى الوصول إلى إجراء صفقات تداول ناجحة ومربحه من خلال هذه الحسابات التجريبية، ثم يقومون بتقييم هذه الحسابات على فترات زمنية منتظمة قبل أن يقوموا بإيداع اموال حقيقية في حساباتهم أو بالدخول في صفقات تداول حقيقية. كما يقوم المتداول الناجح الذي يحقق الأرباح باستخدام مزيج من التحليل الفني والتحليل الأساسي لإتخاذ قرارات التداول. اما التحليل الفني فهو يستخدم للتنبؤ بحركة السعر في المستقبل من خلال تحليل الإحصائيات والرسوم البيانية التي تم تجميعها من أنشطة التداول مثل حركة وحجم السعر. كما يقومون بتطبيق المؤشرات الفنية على الرسومات البيانية لمختلف الإطر الزمنية للتنبؤ بشكل دقيق بتحركات الأسعار المستقبلية ( الدعم والمقاومة، ومتوسط التحركات، وانماط الرسومات والجداول، وخطوط اتجاه الأسعار).

المثال على التحليل الفني ( سعر البيتكوين في يوم 09 – 09 – 2018، السعر الأساسي كان 587 دولار )

  • في هذا الرسم البياني، قمنا بتمييز مستويات الدعم والمقاومة. مستوى الدعم كان عند سعر 500 دولارن ومستوى 600 دولار، و700 دولار يمثلا مستويات المقاومة. قام السعر بكسر الحاجز في هذا الرسم البياني وبدا في التزايد، وقد وصل إلى مستوى الـ 700 دولار المستهدف وبعد هذا بدا السعر في الهبوط ( الان مرة اخرى عند مستوى 600 دولار ). إذا ما قفز السعر فوق مستوى 600 دولار ربما يكون هذا الامر إشارة ” شراء ” وينبغي ان نفتح صفقة في إتجاه تحرك السعر إلى مستوى 700 دولار ومن بعدها 900 دولار. الصعود فوق مستوى 600 دولار ( مقاومة نفسيه ) امر مهم لتحقيق الاهداف المنتظرة، كما أن هذا التحرك يدعم استمرار الاتجاه الكلي الصاعد بكفاءة بالنسبة للفترة القادمة. وطبقا لنظرية موجة إليوت، هذا الصعود قد يكون بداية للموجة 3 ( عادة ما تكون هذه الموجه هي الأقوى والأطول ). إذا قفز السعر فوق مستوى 600 دولار فقد يكون هذا الأمر فرصة جيدة جدا للمتداول على المدى القصير، حيث يمكن للمتداول على المدى القصير أن يضع حد لوقف الخسارة عند مستوى سعر 590 دولار، وامر اخذ الأرباح عند مستوى سعر 650 أو 700 دولار.

 

  • توصية: إذا ما قفز السعر فوق مستوى 600 دولار ربما يكون هذا الامر فرصة جيدة جدا للمتداولين على المدى القصير، حيث يمكن للمتداولين على المدى القصير أن يضعوا حد للخسارة عند مستوى 590 دولار وحد جني الأرباح عند مستوى سعر 650 أو 700 دولار. إذا ما هبط السعر تحت مستوى 530 دولار فإنه يكون قد حدث فتح إتجاه جديد للوصول إلى مستوى سعر 500 دولار، وإذا ما هبط السعر دون مستوى الـ 500 دولار فإن هذا الأمر يدعم إشارة ” البيع ” بقوة حيث انه يفتح إتجاه هابط جديد ليصل إلى سعر 400 دولار.

المستثمرين الأساسيين دائمًا ما يكونوا حريصين على تقييم الجوانب الرئيسية التي تقوم عليها تقنية العملات الرقمية. وعندما يتم عمل تحليل ما لتداول العملات الرقمية بناءًا على القواعد الأساسية فإن العديد من الامور ينبغي أن تؤخذ في الإعتبار، ونها: شخصية العملة، ومقدار نشاط تطوير العملة، ومقدار نشاط المجتمع ومدى نشاط التحويلات. وبناء على محللي أسعار الفائدة على العملات الرقمية فإن هذه العملات سوف تستمر في النمو، كما ستزيد قيمة العملات الفردية في منتصف عام 2017 وفي عام 2018. وفي الوقت الحالي العديد من العملات المستخدمه تحظى بدعم محدود، كما انها خارج المواقع الرئيسية لتبادل العملات الرقمية. كما يعتبر من الصعب جدًا معرفة أيًا من العملات ينبغي أن تضيفه إلى محفظتك المالية. المهم القيام بالكثير من عمليات البحث ومحاولة تحديد العملات التي من المرجح أن تتناسب مع النظام المالي بشكل عام بدلًا من محاولة اختيار عملة واحدة

أنماط التداول

هناك اربعة أنماط رئيسية للتداول: الإسكالبينج، والتداول اليومي، والتداول المتذبذب، وتداول على المركز. اختيار نمط التداول الذي يتلائم معك بشكل أفضل ربما يكون من الأمور الصعبة ولكنه بشكل مؤكد امر ضروري لنجاحك على المدى الطويل في التداول المربح.

  • تداول الإسكالبينج – يستهدف المتداولون أقل حركة سعرية على مدار اليوم ويعتمدون على المكاسب الصغيرة جدًا والمتكررة لبناء الارباح.
  • التداول اليومي – يتم فتح مراكز الصفقات واغلاقها في نفس اليوم، كما أن الصفقات يتم غلقها في نهاية جلسة التداول.
  • التداول المتذبذب – يتم احتلال المركز في الصفقات لمقدار عدة أيام أو اسابيع في محاولة من المتداولين لإلتقاط تحركات قصيرة الأجل في السوق.
  • التداول على المركز ( التداول من خلال اطول إطار زمني للتداول ) – عبارة عن مراكز في صفقات يتم الإمساك بها لفترات تصل إلى شهور او اعوام. متداولي المراكز ربما يستخدمون كلا من الإستراتيجيات قصيرة الأجل والطويلة الأجل، كما ان هذا النمط مشابه للإستثمار.

 

ملخص

يعتبر التداول واحد من أساليب المشاركة في الأسواق المالية والتي من خلالها يبحث المتداولين عن التحركات السعرية قصيرة الأجل بهدف تحقيق الربح منها بدلًا من الإنتظار لتحقيق الربح من التحركات طويلة الأجل. كي تصبح متداول ناجح يحقق الأرباح من تداولاته يتطلب الأمر منك خطة إستراتيجية لأهدف لقصيرة والطويل الأجل في نفس الوقت، بخصوص ماهية ما ستتداول عليه ومقدار حجم رأس المال المستخدم والإطر الزمنية للتداول. المتداولين الجدد ينبغي أن يقوموا بفتح حساب تجريبي يتدربون فيه ويحاولون ان يكتسبوا الخبرات والمهارات حتى الوصول إلى إجراء صفقات تداول ناجحة ومربحه من خلال هذه الحسابات التجريبية، ثم يقومون بتقييم هذه الحسابات على فترات زمنية منتظمة قبل أن يقوموا بإيداع اموال حقيقية في حساباتهم أو بالدخول في صفقات تداول حقيقية. واحدة من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المتداولين الجدد في الكثير من الأحيان هو أن يقوموا بالتغيير ما بين أنماط التداول مع أول إشارة لوجود مشاكل في التداولات. نمط التداول الذي يتناسب معك بشكل أفضل ينبغي أن يشتمل على العديد من العوامل مثل الشخصية ومقدار السماحية بالمخاطرة ومستوى خبرة التداول وحجم الحساب ومقدار الوقت الذي يمكن تخصيصه للتداول. توصيتنا للمتداولين الجدد أنه بمجرد أن يشر الواحد منهم بالإرتياح مع نمط ما من أنماط التداول، ينبغي أن يثق فيه ويتمسك بهذا النمط خلال التداول مع استخدام أوامر ” وقف الخسارة ” و ” جني الأرباح “.